* من الطبيعى أن يلـوم خطيب مسجــد، ويعتب على المصلين، لانصرافهم عن صلاة الجماعــة ، والجلوس على المقاهى أو فى المنـازل ، لمتابعـــة مباريات الكـرة والمسلسلات ، لكن ليس من الطبيعى أن يتـم ايقاف إمام وخطيب مسجد ، لأنــه صـور المسجـد وهــو فــارغ من المصلين ، وقــام بنشر الفيديو على النت!!
* فالذى حدث أن الشيخ مصطفى محمود، الإمام بمديرية أوقاف مطروح قام بنشر فيديــو لخلـو المسجد من المصلين، أثناء مباراة المنتخب، فتم منعه من الصعود على المنبر، لحين انتهاء التحقيق معه !!
* لا اعتقــد أن ما فعلــه الإمـام يمس وزارة الأوقـاف، أو يمس جهــة من الجهـات الحكوميــة بســـوء ، فالفيديـــو يخص المصلين المتهــاونين فى الصــلاة ، وانشغالهم بالمبـاراة عن الصــلاة ، مالــم تكن وزارة الأوقـاف تعتبــر أن عــدم الذهــاب للمسجــد والصلاة مع الجماعة حرية شخصيـة ليس من حق الشيخ أن يخوض فيها !!
* هذا القرار لم تقم به وزارة الأوقاف وحدها ، فقد سبقتها وزارة التربية والتعليم ، ومنعت التصوير فى بدايــة العــام الدراسى ، التى كانت تظهر مدى تكدس التلاميــذ فى الفصول ، وعدم وجود أماكن ، وتم تعميم قرار منع التصوير فى جهات حكومية أخرى كثيرة !!
* وبعيدا عن نتيجة التحقيق مع الشيخ ، لماذا تكره المؤسسات الحكومية أن يتعاون معها الشعب، ويصور لها تجاوزات بعض الموظفين وتهاونهم فى خدمة المواطنين ؟
* أعتقــد أن تصويــر المخالفــات لا يمس هيبــة مؤسسـات الدولة بشيء، صحيح أنـه هناك بعض المناطق المحظــور التصوير فيها إلا بإذن ، مثــل المناطق العسكريـــة ، لكن ماذا يضر أن يصــور أحــد المواطنين ( مثلا ) عامــود من أعمــدة الكهربــاء ، أسلاكـه معـراة ، مما يشكـل خطــرا على المواطنين وينشــره ، حتى ينبــه المسئــول ويجعلــه يتحــرك قبــل وقوع الكارثـة ؟!
* إن تقييد حريــة التقاط الصــور وتجريم نشرهــا ، سـواء من مواطن أو من موظف ، الخاسـر فيها ليس ملتقط الصـورة وناشرهــا ، بل المسئـول الذى يمنع ذلك ، لأنه حــرم نفســه من التعامل مع العين الراصــدة ، التى تقدم لــه خدمــة الوقـوف على الخطأ لتلافيه ، لكن أن ينتظر المسئول أن تصله التقاريــر من موظفيه على طريقــة " كله تمام " ، فمــا أخّرنـــا إلا الزيف و " كله تمــام " ، فليسمح المسئـول ولو مرة، ويسمع من يقول له " كله مش تمام " !!
ــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: بهاء الدين حسن
من المشهد الأسبوعي
